كيف اتعامل مع طفلي الغيور
الغيـرة هى العامل المشترك فى الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال ويقصد بذلكالغيرة المرضية التى تكون مدمرة للطفل والتى قد تكون سبباً فى إحباطه وتعرضه للكثيرمن المشاكل النفسية.
والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسانكالحب ... ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمع فى نفس الوقت بنموها ... فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان ، فهى حافز على التفوق ، ولكن الكثير منها يفسدالحياة ، ويصيب الشخصية بضرر بالغ ، وما السلوك العدائى والأنانية والارتباكوالانزواء إلا أثراً من آثار الغيرة على سلوك الأطفال . ولا يخلو تصرف طفل من إظهارالغيرة بين الحين والحين.... وهذا لا يسبب إشكالا إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاًسليماً.
أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرةفإنها تصبح مشكلة ، ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهمالعوامل التى تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه ، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريبوالغضب.
والغيرة شعور مؤلم يظهر فى حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة ،أو شعور الطفل بخيبة أمل فى الحصول على رغباته ، ونجاح طفل آخر فى الحصول على تلكالرغبات ، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل.
والواقع أن انفعالالغيرة انفعال مركب ، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب ، وقد يصاحب الشعوربالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التىلم يستطع هو تحقيقها . وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أوالمضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التى تصحبانفعال الغضب فى حالة كبته ، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل ، أو شدة الحساسية أوالإحساس بالعجز ، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة فى الكلام.
الغيرةوالحسد:
ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالبا بصورة متبادلة ، فهما لايعنيان الشىء نفسه على الإطلاق ، فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلىالخارج ، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره ، فقد يحسد الطفل صديقه علىدراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على طلعتها البهية.
فالغيرة هى ليستالرغبة فى الحصول على شئ يملكه الشخص الأخر ، بل هى أن ينتاب المرء القلق بسبب عدمحصوله على شئ ما... فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذى يملك الدراجة ، فذلك لايعود فقط إلى كونه يريد دراجة كتلك لنفسه بل وإلى شعوره بأن تلك الدراجة توفرالحب... رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل الأخر بينما هومحروم منهما، وإذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعودذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل الشعور بالسعادة والقبول الذاتى اللذين يتمتعبهما المراهق والتى حرمت منه تلك الفتاة.
فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرةعلى أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية ، وبالتالى فهى تدور حولالشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمناأمرهم.
والغيرة فى الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغارالأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور ، لرغبتهم فى إشباع حاجاتهم ، دون مبالاةبغيرهم ، أو بالظروف الخارجية ، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات ،وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.
والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثرعلى حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة ، وهى تمثل خطراً داهما على توافقهالشخصى والاجتماعى ، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادى أو مص الأصابع أوقضم الأظافر، أو الرغبة فى شد انتباه الآخرين ، وجلب عطفهم بشتى الطرق ، أو التظاهربالمرض، أو الخوف والقلق ، أو بمظاهر العدوان السافر.
ولعلاج الغيرة أوللوقاية من آثارها السلبية يجب عمل الآتى:-
التعرف على الأسباب وعلاجها.
إشعار الطفل بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء.
تعويد الطفل على أن يشاركه غيره فى حب الآخرين.
تعليم الطفل على أنالحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين.
بعثالثقة فى نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.
توفيرالعلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل ، دون تميز أو تفضيل على آخر ، مهما كانجنسه أو سنه أو قدراته ، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة
تعويد الطفل على تقبل التفوق ، وتقبل الهزيمة ، بحيث يعمل على تحقيق النجاحببذل الجهد المناسب ، دون غيرة من تفوق الآخرين عليه ، بالصورة التى تدفعه لفقدالثقة بنفسه.
تعويد الطفل الأنانى على احترام وتقدير الجماعة ، ومشاطرتهاالوجدانية، ومشاركة الأطفال فى اللعب وفيما يملكه من أدوات.
يجب على الآباءالحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل ، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائدبتلك المشاعر ، كما أنه لا ينبغى إغفال الطفل الذى لا ينفعل ، ولا تظهر عليه مشاعرالغيرة مطلقاً.
فى حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاءالصغير عناية أكثر مما يلزمه ، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته ، وهو لايحتاج إلى الكثير ، والذى يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاقالجسمى الذى يضر المولود أكثر مما يفيده. وواجب الآباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلىحادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، فلا يحرم حرماناًمفاجئاً من الامتياز الذى كان يتمتع به.
يجب على الآباء والأمهات أن يقلعواعن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصةبها.
تنمية الهوايات المختلفة بين الأخوة كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابعوالقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك..... وبذلك يتفوق كل فى ناحيته ، ويصبح تقيمهوتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.
المساواة فى المعاملة بين الابن والابنة ،لآن التفرقة فى المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبتوتظهر أعراضها فى صور أخرى فى مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغيرذلك من المظاهر الضارة لحياتهن.
عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء ، وتبدو مظاهرها فى تمنى وكراهية الطفلالمريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة