مــنــقــول
.
.
.
.
.
.
.
.

قبل سبع سنين تقريبا عندما اختارني الله عز وجل أن أكون مؤذنا لأحد المساجد في جدة الحبيبة ...

وكعادة أغلب المؤذنين في كونهم يكونون أول الصف خلف المحراب أو في المحراب كنائباً للإمام بحيث لا يعلم من هم أهل الصلاة من رجال الحي في المسجد ...

وكان بجوار هذا المسجد بقّالة صغيرة أو مايسمّى بالدكّان يديرها رجل بنقالي الجنسية ... وقد كنت لا أعلم عنه شيء سوى اسمه وفي مرات نادرة أقصد الشراء من متجره...

ذات مرة أتاني رجل من أهل الحي يخبرني بأن ذلك البنقالي صاحب الدكان ليس من أهل الصلاة البتة فهو وقت الصلاة يغلق بقالته ويتجه للجلوس في أحد الأزقة لشرب الدخان أو يمكث داخل بقالته حتى مابعد الصلاة...

ومن باب عدم ظلم هذا الرجل أردت التأكد من هذا الخبر من أكثر من شخص فأجابوني بنفس إجابات ذلك الرجل...

فعزمت بعد ذاك أن أذهب إليه للنصح والحوار علّ الله أن يجعلني خير سفير لهذا البنقالي

وفي يومٍ جميل ظهره وقبل أذان العصر والهدوء قد طغى على الحي أجمع..

أردت التوجه إلى هذه البقالة لنصح ذاك الرجل...

انطلقت وكلّي أمل بالله وثقة ... انطلقت والرجاء من الله أن يكون هداية ذلك الرجل على يدي ... انطلقت حتى وصلت إلى البقّالة والحمدلله أني وجدتها مفتوحة...

دخلت فإذا برائحة السيجارة الهندية تفوح في كل جنبات المحل ...

سلمت عليه فرد علي السلام ..

قلت له كيفك صديق فأجابني أنه كويس ...

فتحت معه موضوع الصلاة بكل لطف وأدب وقلت له ((صديق أنت ماشاء الله شكل كويس وإنت كله كويس بس ياصديق أنا يسمع من ناس كثير إنه إنت مافي صلي وهذا ياصديق مافي سويه مسلم))

البنقالي مباشرة ومن غير مقدمات (( أنا مافي صلي أنا مافي صلي يا ك ل ب )) وبعد ذلك وش تتوقعون ..

تفل في وجهي تفلة سامحه الله وعفا عنه ...

حقيقة في هذا الوقت اجتمعت علي كل شياطين الجان يحاولوا معي بأن أري هذا البنقالي كل فنون الضرب المبرّح والإهانة خاصة أن جسمي يفوقه مرتين _قولوا ماشاء الله _

ولكن إرادة الله ولله الحمد والمنة كانت أكبر من كيد الجان ...

نظرت إليه .. استعذت بالله بصوت خافت .. خرجت من البقّالة .. توجهت إلى دورة المياه أمسح الأذى من وجهي .. ثم توضأت .. ودخلت المسجد واتكأت على أحد سواريه ..

استغفرت الله كثيرا ... أمسكت المصحف أحاول أنسي نفسي هذا الذل الذي وقعت فيه ...

بدأت أتناسى هذا الأمر ... ولم يمر سوى دقائق بسيطة ... حتى حصل مالم يكن بحسبان ...

دخل البنقالي صاحب البقالة إلى المسجد وهو متجه نحوي ...

قلت في نفسي .. مشيتها لك المرة الأولى لكن لو تفكر بشيء مرة ثانية لأخليك شهيد المسجد ^_^ ..

المهم ... اتجه نحوي وأنا انظر إليه ... أترقّب ... عله أن يخرج من جيبه سكينا أو ما شابه ..

اقترب .. واقترب .. وووووو

تخيلوا ...

ولله الحمد والمنة من قبل ومن بعد ..

جثى الرجل على ركبتيه أمامي يحاول أن يقبّل قدمي وهو يبكي ... ويقول .. ياشيخ أنا مافي كويّس .. أنا مافي صلي ..

إنت كويس .. سوي سموحة أنا مرة يستحي من أنت ..

بعد محاولات شرسة استطعت تحرير نفسي وقدمي من ذلك البنقالي عفا الله عنه ..

فقلت له .. صديق أنا مافي زعل ... إنت مسلم ... إنت كويس .. فازداد بكاء هذا الرجل ..

حتى تفارقنا ...


القصة لها سبع سنين يا أحبة ...


يقول بعض الأصحاب من أهل الصلاة في المسجد الذي كنت فيه .. والله ياأبو مشاري أن الرجل ومن سبع سنين صار لا يترك صلاة الجماعة في المسجد حتى الفجر ...

لله المنة من قبل ومن بعد

لله المنة من قبل ومن بعد

لله المنة من قبل ومن بعد





والله لم أرد إيراد هذه القصة لأذكر نفسي ولاستكثر من (أنا)ولكن أردت بها إفادة غيري علّها أن تصل القلوب ويستخلص اللبيب الفوائد الواضحة منها فيدعو لي بها بظهر الغيب...

ولعل الفوائد المستخلصة من هذه القصة كثيرة ..

أترك لكم استخراجها ولكم مني ياأحبة خالص الود والوفاء

مشكوووووووورة على الموضوع


وانا استخرجت فائدة وهي

حقيقة في هذا الوقت اجتمعت علي كل شياطين الجان يحاولوا معي بأن أري هذا البنقالي كل فنون الضرب المبرّح والإهانة

ان الرجل لو ضرب البنقالي كان يمكن ما يسلم البنقالي

فأقول لاخواني تمالكوا انفسكم عن الغضب


مشكووووووورة على الموضوع

اللي خلاني استفيد


يسسسسسسسسسسلمو,,

مشكورة وربي يعافيك

يسـلـــمـــــوووووو

روووعــهــ
الله يعطيك الـع‘ــآآآفــ‘ـــيــ‘ــ’ة