في زمن السقوط هذا لا أعتقد أن كثيرين يتمنون الانتماء إلى الأمة العربية ، فنحن كما يدرك الجميع وللأسف نحقق معدلات تخلف كبيرة مقارنة بالأخرين سواء من ناحية الإنتاج أو الاختراعات أو القراءة أو الكتابة أو حتى كرة القدم... لكن رغم هذا صدقوني فلدينا ما يجعل ليونيل ميسي ومارادونا وبيليه يتمنون لو كانوا عرباً.
عادة لا أحبذ الكتابة في العموميات الرياضية وأفضل الكتابة في قضية محددة قابلة للتفسير وللقياس ، لكن في الفترة الأخيرة أدركت أن هناك أمراً يجب الوقوف عنده .. هو ذات الأمر الذي قلت لكم عنه في بداية هذا المقال ... إنه سلاحنا السري الذي يجعل ميسي يتمنى ويطلب منا أن نجعله عربياً.
هذا الأمر هو تقديس نجومنا وإن فشلوا ... تقديس نجومنا وإن توقفوا عن الإبداع ... تقديس نجومنا وإن خدعونا ... تقديس نجومنا وإن كذبوا علينا!.
كان حواراً بسيطاً مع زميل لي في العمل حول أحد اللاعبين الذي يفضل دوماً استخدام تعابير دينية في تصريحاته ، فقلت له ببساطة :" هل يعني دعوته الناس لقراءة القرآن ليمضي فريقه من أزمة يعيش فيها أن أعداء هذا الفريق من الزنادقة والملحدين؟..هل يعني دعوات الناس التي يطلبها كي ينتصر ناديه أن المهزوم هو عدو الله رب العالمين؟"...وأضفت شارحاً له : " إن فريقه مسلم والفريق الأخر كذلك ، ولا أجد أي تفسير ديني لطلب نصرة الله من مسلم على مسلم!".
رد صديقي هذا المعروف بالهدوء لم يكن هادئاً وكان منفعلاً وكأنني قد أهنت أحد رموز الدين بالنسبة له ، وأوضح لي طبعاً دور هذا اللاعب بالدعوة إلى الدين الحنيف واتهمني بتسفيه الرموز الصالحة... تفاجأت كيف يتم تبرير دعايات واضحة الاستهزاء بعقل الإنسان يقوم بها والسبب أنه "الولي الصالح".
هذه حالة ... هناك حالة أخرى فمع موضوع أفضل الممرين الذي كتبته قبل فترة جاءني أحدهم وعلق قائلاً : "نسيت فلاناً من الجزائر...فهو أفضل من مارادونا وأجلسه احتياطياً"...أكرر قال لي :" أفضل من مارادونا ...أكرر إنه أفضل من مارادونا!!!...للعلم هو لم يكن رابح مادجر لأفهم مدى الانبهار به!".
هل تنتهي الحالات ؟؟ ... صدقوني لا! ... وهذه بعض الأمثلة التي شاهدتها بأم عيني وتعاملت مع أصحابها بشكل شخصي:
- فلاعب رفض تجديد عقده مع فريقه وانتقل منه إلى بلجيكا ... ثم عاد له بعد أن رفضه الفريق الأجنبي ... عاد الآن وهو نجم متوج ... بل شخص يخلقون له القصص من أجل أن يبقى بطلاً!.
- لاعب أخر يرفض التدريب عادة!!... ثم يقولون إنه تشافي هيرنانديز بل ويقولون إنه أفضل صانع العاب عربي!... كل مدرب يحاول أن يجعله يتدرب يعترض ويختلق له المشاكل ، كيف يتدرب وهو من لم يلمس الكرة أحد مثله!.
- لاعب أخر لعب كرة في الماضي وقارب عمره على السبعين مثلاً...ما زالوا يطالبون بضمه إلى المنتخب!
- لاعب باع منتخبه ورفض تمثيله بحجة أسنانه أكثر من مرة ... وحتى الآن يقولون له رائع يا ابن بلادي!
- إشاعات أن برشلونة يريد كل اللاعبين العرب .. فهو يرى فيهم ما لا يراه غيره ... ثم يقولون لماذا لا؟؟..لماذا تحاول الانتقاص من قيمتنا؟...والحقيقة أنني أتكلم كرة وأنا من يتحدث عن القيمة الحقيقية وهم يتكلمون عن أمر أخر!
- لاعب أبدع مرة في بطولة للفئات العمرية ... ومنذ ذلك الحين وهو بيليه الكرة العربية .. صدقوني عندما أشاهده أشعر بالكسل لأنه لا يركض!!...أتمنى أن أراه يركض يوماً ما.
لا أريد ذكر أسماء ... كي لا يفهم الموضوع على أنه تجريح بأحد .. لكن هناك حقاً حالة غريبة من تقديس اللاعبين العرب رغم كسلهم ، رغم تراجع مستواهم ... رغم إهمالهم للجمهور وتقصيرهم بحقه على شكل أداء متخاذل وتدريب متكاسل...ومن أجل هذا لن نرى النور في عالم الرياضة وإن تمنينا طوال الوقت أجمل الأمنيات.
صدقوني ميسي ورونالدو سيتم عرضهم للبيع حال تراجع مستواهم ... وحال تقصيرهم في واجباتهم من دون أي تباطؤ... ولن يتم تذكر هدف سجله أحدهم عام 1967 لنحميه عام 2010 ونطالب باستمراره ورحيل أي مدرب يزعجه!
كم أتمنى أن أقابل ميسي لأقنعه بالمزايا التي لدينا ... ليندم شديد الندم على تمثيل الأرجنتين ... تخيلوا الأرجنتين!... ولماذا لا فالصحافة هناك تجرأت وطالبت يوماً باستبعاده من الفريق في حال لم يقدم لمنتخب بلاده شيئا أثناء فترة التصفيات الصعبة!!... أما صحافتنا وجمهورنا فأجزم استعدادهم لرجم كل من يفكر باستبعاد صاحب الهدف ذاته الذي تم تسجيله عام 1967!.
عذراً على الإطالة!!.
- المصدر - ويتمنى ميسي أن يكون عربياً! | ADMCsport.com
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اخبار رياضية واخبار كرة القدم العربية والعالمية أخبار الرياضة